تتكوّن بعقلين من مجموعة تلال مشرفة على ساحل الشوف (الدامور- خلدة)، وعلى المدن والبلدات المجاورة مثل دير القمر وبيت الدين شمالًا، وإقليم الخروب جنوبًا. البلدة الجميلة اشتهرت عندما اختارها الأمير معن مؤسس الإمارة المعنية في جبال الشوف، قاعدة لإمارته ومقرًا لسكنه في العام 1120، وظلت كذلك إلى حين ارتأى الأمير فخر الدين الثاني نقل مركز
تتكوّن بعقلين من مجموعة تلال مشرفة على ساحل الشوف (الدامور- خلدة)، وعلى المدن والبلدات المجاورة مثل دير القمر وبيت الدين شمالًا، وإقليم الخروب جنوبًا. البلدة الجميلة اشتهرت عندما اختارها الأمير معن مؤسس الإمارة المعنية في جبال الشوف، قاعدة لإمارته ومقرًا لسكنه في العام 1120، وظلت كذلك إلى حين ارتأى الأمير فخر الدين الثاني نقل مركز الإمارة منها إلى دير القمر.
تضمُّ بعقلين معاصر للزيتون ومشاغل حياكة وملبوسات وأصواف ومعامل للحديد وتصنيع الشمع، ومصانع للمفروشات الخشبيـة، ومناشـر للرخـام الحجـري، وتعتبـر مطرزاتهـا من أبرز الحِرف التقليدية في البلدة.
تتميز البلدة بمناظر متنوّعة خلّابة ومجموعة من المواقع الأثرية الطبيعية، من بينها منتزهات نهر بعقلين حيث المياه المتدفقة والأشجار المعمّرة.
من أبرز معالم بعقلين، المكتبة الوطنية التي منها انطلقنا في جولتنا برفقة رئيسة لجنة الثقافة والتربية والشباب والرياضة في البلدية أمل بو صالح تقي الدين. مدير المكتبة غازي صعب تحدّث عن تاريخ بنائها الذي يعود إلى العام 1897، وهي كانت سابقًا مركزًا إداريًا للشوف يوم اتخذت بعقلين مركزًا لقائمقامية الشوف إبان حكم المتصرفيـة. في العـام 1925، أصبحـت بعقلين عاصمة لمحافظة الشوف وتحوَّل هذا المعلم إلى سراي وسجن ليصبح منذ العام 1987مكتبة وطنية وصرحًا ثقافيًا وفكريًا. تحتوي هذه المكتبة على 140 ألف كتاب و 300 ألف مطبوعة دورية، وهي المكتبة العامـة الوحيـدة التـي تتبـع وزارة الثقافة، ويقال بأنها من أنشط المكتبات إذ تشهد سنويًا حوالى 200 نشاط (ثقافي، بيئي، توقيع كتب، ندوات، أمسيات شعرية…).
تحقق المكتبة الوطنية في بعقلين الإنجازات تلو الإنجازات، وآخرها تحديث موقعها الإلكتروني الذي يشكّل قفزة جديدة في مسيرتها، إذ أصبح أكثر من 400 ألف مرجع بمتناول القارئ إلكترونيًا.
كونها صرحًا ثقافيًا ومرجعًا علميًا، أهّلها لدخول موسوعة غينيس العالمية من حيث تبادل أكبر عدد من الكتب في يوم واحد (1400 كتاب). ويكشف لنا مديرها أنها ستشهد رقمًا قياسيًا جديدًا من خلال التحضير لأكبر لوحة جدارية في العالم سوف يشارك فيها أكثر من 50 فنانًا.
شواهد عمرانية
في بعقلين شواهد عمرانية مهمة بنيت خلال حقبات مختلفة، ولعل أبرزها:
• قصر آلـ حمادة: تمّ بناؤه على عدة مراحل ويشتمل على أقبية وفناءات داخلية مرصوفة بالإضافة إلى ميدان مجاور، وهو مصنّف من ضمن الأبنية التراثية في لبنان.
• دار آلـ تقي الدين: قصر تراثي يعود تاريخه إلى العام 1830، ويعتبر تحفة هندسية، عايش حقبة مهمة من تاريخ بعقلين السياسي.
• دار أبو شقرا: يعود إلى أكثر من أربعمايـة سنـة ومـا زال محافظًـا علـى طابعه القديم، من محتوياته مكبس الزيتون الأثري الذي يعود إلى حوالى 100 سنة خلت.
• المدافن الأثرية: وهي مزينة بشواهد منقوشة ومنحوتة يرجع تاريخها إلى العام 1562.
• عين الضيعة: بناها نسيب بك جنبلاط خلال حكم السلطان عبد الحميد، وحملت صورتها الورقة النقدية فئة الـ 25 ليرة.
• مشغل الشوف (قصر آلـ الداهوك سابقًا): أسسته الست جمال تقي الدين، ويعود بناؤه إلى العام 1897. اعتبر في مرحلة ما أقوى مشاغل لبنان اليدوية والحِرفية. يضم المبنى في حناياه «بيت ستي وجدي» الذي يرمز إلى الحياة البسيطة والمتواضعة، التي عاشها أجدادنا.
إلى هذه المعالم وسواها، ثمة شارع تراثي سوف تعمل البلدية على تأهيله بالتعاون مع مديرية الآثار، ليصبح معلمًا ثقافيًا وتراثيًا يستضيف معارض رسم وتحف وأشغال يدوية…
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *